من نحن ؟ | معرض الصور | الاقتراحات | التواصل معنا
Loading ... please Wait
مشاهدة Image
- العام-خلاصة موضوع الثقافة في نظر الإسـلام
المقالات > العام > خلاصة موضوع الثقافة في نظر الإسـلام
عدد المشاهدات : 6
تاريخ الاضافة : 2019/01/15
المؤلف : أبو عبد الرحمن الصومالي


بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة موضوع الثقافة في نظر الإسـلام
(أولاً) إن الله تعالى هو العليم الذي يعلِّم الناس العلم الحقّ الذي لا يشوبه شيءٌ من الباطل، وهو وحده الهادي إلى الصراط المستقيم ولا شريك له في ذلك .
قال تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاّ هو   [الأنعام] .
وقال: إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور   [فاطر] .
وقال: واتّقوا الله ويعلِّمكم الله  [البقرة] .
وقال: والله يقول الحقّ وهو يهدي السبيل  [الأحزاب] .
وقال: يقصُّ الحقّ وهو خير الفاصلين  [الأنعام] .
وقال: قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحقّ ، أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يُتّبع أمّن لا يهدِّي إلاّ أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون     [يونس] .
وقال: قل إن هدى الله هو الهدى   [البقرة] .
(ثانياً) إن لله على عباده حقّ السمع والطاعة والاتّباع، عليهم أن يتعلَّموا علمه المنَزّل ثم يطيعوه ويتّبعوه اتّباعاً كاملاً. وإن أضلّ العباد من يسمع ويطيع ويتّبع ما لم ينْزل الله به سلطاناً .
قال تعالى: واسمعوا وأطيعوا   [التغابن] .
وقال: ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون  [الأنفال] .
وقال: خذوا ما آتيناكم بقوّة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا    [البقرة] .
وقال: إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون [النور].
وقال: اتّبعوا ما أُنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكّرون   [الأعراف] .
وقال: ومن أضلّ ممن اتّبع هواه بغير هدىً من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين  [القصص] .
وقال: فاتّقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون  [الشعراء] .
(ثالثاً) إذا الإنسان يصير باتّباع وطاعة ما يخالف أمر الله مشركاً بالله فإنه يصير مشركاً بظنِّه الهدى والخير فيما يخالف أمر الله وتصديقه له فإن السمع قبل الطاعة والاتّباع .
وأمثلة ذلك :
أن الله تعالى بيّن العقيدة الصحيحة والحقائق الثابتة عن الله والكون والحياة والإنسان. فمن لم يكتف بقول الله وظنّ الهدى في غيره وتعلّم أقوال العلماء الماديّين والفلاسفة الضالِّين لينال من ذلك علماً يتّبعه ويعمل به فقد أشرك بالله وضادّ أنبياء الله ورسله والمؤمنين .
وبيّن كذلك مقوّمات الحياة والنظم اللازمة لاستقرار الحياة وحصول الأمن في الدنيا والآخرة. مثل: النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي والقضائي والتشريعي. فمن لم يكتف بقول الله وطلب الهدى والعلم من غيره في هذه الشئون وأمثالها فقد أشرك بالله، لأن العلم يطلب للعمل والاتّباع، فمن استحلّ طلب هذه العلوم من الكفار فقد استحلّ اتّباع شرائع الكفار .
(رابعاً) إن العلوم المادية البحتة كالطبّ والطبيعة والكيمياء والفلك والهندسة والحساب وطرق الإدارة والصناعة والزراعة وغيرها مما يقع تحت التجربة البشرية ويمكن تمييز النظريات الصادقة من الكاذبة بالمشاهدة والتجربة فإنها مباحة للمسلم أن يتلقّى منها من المسلم وغيره. ولكن عند التلقّي من المشركين لا بدّ من تحقيق الشروط الآتية :
(1)       أن لا يوجد مسلمون يقومون بتعليم هذه العلوم .
(2)       أن يكون المتعلّم من المشركين عالماً بدينه الحقّ ، وما يضاده من الباطل وفي مأمن من الاقتناع بآرائهم الباطلة .
(3)       أن لا يكره في تعلّم العلوم الإنسانية منهم هذه العلوم التي لا يجوز أن تتلقّى عن غيره الله ولا تتلقّى إلاّ بواسطة علماء أتقياء مأمونين. فإن التلميذ في المدارس الجاهلية يتعلّم العلوم الإنسانية والمادية جميعاً عن الكفار. أي أنه لا يقدر أن يتعلّم العلوم المادية إلاّ بالرضى بالكفر المقارن لها .
(خامساً)  قال سـيد قطب (رحمه الله) :
"ولكن الإسلام يعتبر أن هناك –فيما وراء العلوم البحتة- وتطبيقاتها العملية- نوعين اثنين من الثقافة: الثقافة الإسلامية القائمة على قواعد التصور الإسلامي، والثقافة الجاهلية القائمة على مناهج شتى ترجع كلّها إلى قاعدة واحدة .. قاعدة إقامة الفكر البشري إلهاً لا يرجع إلى الله في ميزانه" .  [التصور الإسلامي والثقافة: ص 129] .
(سادساً) أما تعلم القرآن وأحاديث النبي  صلّى الله عليه وسلّم وسيرته فلا بدّ للمسلم أن يتلقَّى إلاّ عن مسلم يثق بدينه وتقواه. ولا يجوز له أن يقعد مقعد التلاميذ في تعلّم ذلك من المشركين والمبتدعين والفاسقين.


اخبر صديق

Kenana Soft For Web Devoloping